الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة "10 سنين عرس" مسرحية متونسة أنقذها "ضمار" منال عبد القوي ومحمد الداهش

نشر في  03 جانفي 2016  (21:35)

قيس لم يكن شبيها في حبه بـ"قيس ابن الملوّح" ولا ليلى كانت تشبه في وفائها "ليلى العامرية"، ففي مسرحية «10 سنين عرس"، قيس وليلى كانا ثنائيا مليئا بالتناقضات، وغلبت على حياتهما الزوجية الرتابة والملل الى حدّ التفكير في الانفصال والبحث عن حياة جديدة ...
"10 سنين عرس "هي مسرحية كوميدية، اقتبسها وتونسها المخرج سامي منتصر حرفيا عن نص للكاتب الفرنسى أليل فردار ويؤدي دور البطولة فيها كل من محمد الداهش ومنال عبد القوي.
تعالج المسرحية علاقة زوجين تونسيين بكل تفاصيلها وخصوصياتها، كما تروي فتور العلاقات بعد مرور فترة طويلة من الزواج مما يولد الكذب والخداع والخيانة.
ينطلق العمل بمشهد يظهر بطلة القصة ليلى في كامل أناقتها وهي تتحدث عبر الهاتف مع والدتها وتسرد عليها تفاصيل تنظيمها لسهرة ستكون مفاجئة لزوجها قيس احتفالا ب10 سنوات زواجا، لتختفي ليلى ويظهر زوجها في مشهد مغاير تماما حيث كان يغازل عشيقته عبر الهاتف ويخبرها انه سيستغل حفل عيد زواجه ليخبر ليلى برغبته في الانفصال عنها ويفتك حريته بعد 10 سنوات من "السجن الزوجي" كما يعتبره.
وفي مشهد هزلي يجتمع الزوجان ويكشف قيس السرّ لليلى ورغبته في الطلاق لانه ملّ الحياة معها، ويخبرها عن حقيقة مشاعره وخيانته لها، لتثور ثائرة الزوجة المدافعة عن استقرار حياتها العائلية، وتذكر قيس بأخطائه وعيوبه، مشهد وان كان متكررا في بعض البيوت التونسية، فان منال عبد القوي ومحمد الداهش قدماه بأسلوبهما الهزلي والطريف .
في الأثناء يستعين مخرج العمل بتقنية "الفلاش باك" ليعود بنا الى تفاصيل العلاقة التي جمعت قيس بليلى، بداياتها وأهم مراحلها... قصة حبلى بالأحداث والمغامرات حيث كان التعارف بين هذا الثنائي داخل علبة ليلية، وهنا يعرج المخرج الى بعض المغامرات التي تجمع "الكوبل" التونسي والطرائف التي عادة ما تكون مرتبطة ببعض الكذب والتزييف، ومن خلال مشاهد متنوعة ومضحكة يسرد الثنائي قيس وليلى تفاصيل حياتهما الزوجية على امتداد عشر سنوات، عشر سنوات من الأحلام والخيبات والضحك والخيانة، كما يتطرقان بأسلوبهما الخاص الى اللحظات الحميمية.
سلطت المسرحية الضوء على خصوصية الحياة الزوجية بروتينها ومشاكلها بطريقة هزلية، ولعل تفاعل الجمهور المبالغ فيه مع هذا العمل يعود الى أنه رأى نفسه وحياته أو جزءا منها في هذا العمل، الذي حافظ الى درجة التطابق على النسخة الفرنسية بكل تفاصيلها، فاضافة الى حمل العمل لنفس العنوان الفرنسي، فانه حافظ على كل تفاصيله من ديكور وأزياء وأقوال وسينوغرافيا، دون تسجيل أي اجتهاد قد يضفي طابعا خاصا على هذا العمل المسرحي الفرنسي "المتونس"...
وفي مشهد درامي يعود بنا المخرج من عالم الذكريات ويقدم لنا بطليه في سنّ متقدمة جدا وهما يتحدثان عن الموت والنهاية، لنفهم ان قيس وليلى خيرا العدول عن فكرة الطلاق ومواصلة حياتهما بكل ما فيها من رتابة وملل، أو ليبرز لنا أن الحب الحقيقي لا يموت وأن كل ثنائي معرض الى مثل هذه الاهتزازات في الحياة الزوجية .
ولئن نلوم مخرج العمل على بعض الملل الذي طرأ على بعض المشاهد، وتضمن المسرحية لبعض العبارات النابية والمسقطة وسقوطها في المباشرتية، فاننا نشير الى الحضور الركحي المتميز لمنال عبد القوي التي حافظت على نفس النسق طيلة العرض رغم ما احتواه دورها من رقص وحركات جسدية متنوعة، اضافة الى تمكن محمد الداهش من دوره فرقص وغنى وأظهر لنا شخصية مغايرة للتي  آلفناه في أدواره السابقة .

سنــاء الماجري